ليبيا بنغازي :: شنت قوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، هجوما جديدا أمس الأحد على جماعة أنصار الشريعة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، مما أدى إلى اندلاع بعض من أعنف الاشتباكات خلال أسابيع ومقتل ما يصل إلى 12 شخصا وانقطاع الكهرباء.

وتكافح السلطات الليبية لإعادة النظام في أنحاء البلاد قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في 25 يونيو. وما زالت الفوضى تعم الأوضاع في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية ومهد الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي قبل ثلاثة أعوام.

وأعلن حفتر الحرب على الميليشيات في بنغازي وانضم إليه عدد من وحدات الجيش. وتقول حكومة طرابلس، إنه لا يتمتع بأي سلطة تسمح له بالتحرك، ويتم تجاهل أوامره في الكثير من أنحاء البلاد، خاصة في الشرق حيث تتنافس ميليشيات وجماعات قبلية على النفوذ.
وهاجمت قوات حفتر تدعمها دبابات وراجمات صواريخ عددا من المعسكرات التي يشتبه في انها تابعة لأنصار الشريعة في مناطق غرب بنغازي يوم الأحد مما أجبر عشرات العائلات على الفرار. وكان يمكن سماع أصوات الطائرات الحربية تحلق فوق المدينة.
وقال موظفو مستشفى لرويترز، إن ما لايقل عن خمسة جنود وثلاثة مدنيين قتلوا من بينهم سودانيان. وأضافوا أن مالايقل عن 18 شخصا أصيبوا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الليبية (لانا) عن مصادر طبية قولها، إن عدد القتلى 12 والمصابين 16.وقال محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر، إن قواته اعتقلت خمسة من زعماء الجماعات المتشددة.
ويعتقد بعض المحللين بأن حفتر يتلقى الدعم من مصر ودول خليجية مثل الإمارات العربية المتحدة، التي تشعر مثل الغرب بالقلق من استغلال المتشددين الإسلاميين حالة الفوضى في ليبيا.
وقال حفتر لقناة "العربية"، إن جيران ليبيا يدعمون قواته للمساعدة في تأمين حدود البلاد. ولم يذكر أي تفاصيل، لكنه نفي في وقت لاحق حصول قواته على أي دعم.
وأشاد حفتر في مؤتمر صحفي خارج بنغازي بالرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي ووصفه بأنه الرجل المناسب للمنصب. 
وتشن السلطات المصرية حملة أمنية على جماعة الإخوان التي وصفها حفتر الأحد بأنها "شبكة تجسس دولية".
واتهم حفتر دولة قطر باذكاء الفوضى في ليبيا. وأضاف أنه ليس هناك أدنى شك في أن قطر تدعم المتشددين في ليبيا.
وعلى صعيد منفصل قال حفتر لقناة العربية، إن قطر تعرقل عملية تشكيل جيش وطني وقوة شرطة في ليبيا.
وتتعرض قطر لضغوط من دول خليجية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بسبب دعمها لجماعة الإخوان. وسحبت الدول الثلاث سفراءها من الدوحة في مارس، مما تسبب في شقاق علني لم يسبق له مثيل في الخليج.
ويأتي أحدث قتال في ليبيا قبل أقل من أسبوعين على انتخابات برلمانية يأمل المواطنون العاديون أن تضع نهاية للتشاحن السياسي الذي أصاب عملية صنع القرار بالشلل منذ الانتخابات الأخيرة التي أجريت في صيف 2012.
وحذر محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر الإسلاميين من إدخال أسلحة عبر ميناء درنة التجاري شرقي بنغازي.
وينشط أنصار الشرعية وجماعات متشددة أخرى في درنة وسط فراغ في السلطة بليبيا. وتصنف الولايات المتحدة أنصار الشريعة كمنظمة إرهابية.
وكان حفتر مقربا من القذافي إلا أنه انشق ولعب دورا في الانتفاضة الليبية عام 2011 وفي فبراير أثار شائعات بالقيام بانقلاب بعد أن ظهر في زي عسكري ليدعو إلى تشكيل لجنة رئاسية تحكم البلاد إلى أن تجري انتخابات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top